تقرير: سليمان سري ـ عبدالمنعم مادبو
جددت الكيانات الأهلية في قرية التكينة بولاية الجزيرة توقيع اتفاق الصلح السابق مع قوات الدعم السريع، وذلك بهدف وقف التصعيد المتبادل وتمكين الأهالي من ممارسة حياتهم الطبيعية ومعالجة المشكلات الأمنية في المنطقة. يأتي ذلك بعد أحداث عنيفة وقعت في المنطقة بين قوات الدعم السريع وسكان المنطقة، والتي أدت إلى مقتل 10 أشخاص خلال يومين. وقع المفوض من الكيانات الأهلية والقبلية والمجتمع المدني، عبد الملك مصطفي حسين، بينما قام عدد من القيادات من منطقة الكاملين والمسيد بالتوقيع من الطرف الآخر، ومن بينهم (السميح) من الشرطة العسكرية للدعم السريع. حاولت يوم الثلاثاء قوات الدعم السريع الدخول إلى القرية، لكن سكان القرية وقفوا في وجهها، مما أسفر عن مقتل أربعة أفراد وإصابة آخرين. تجددت المواجهات في اليوم التالي، حيث بدأت قوات الدعم السريع بإطلاق قذائف المدفعية الثقيلة، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى عشرة أشخاص.
نص الاتفاق على أن يقوم سكان التكينه بممارسة أنشطتهم المعتادة، مع عدم إعاقة الشارع العام أو التعدي على مركبات الدعم السريع وعناصرها. كما ينص الاتفاق على أن يلتزم سكان التكية بعدم استخدام الأسلحة الشخصية، إلا في حالات الدفاع عن النفس. وبموجب الاتفاق، تقوم الشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع بمعالجة المتفلتين والشفشافة من خلال نقاط تواجدهم على الطريق الإسفلتي. ألزم الاتفاق قوات الدعم السريع بتحمل مسؤولية التصدي لأي قوة تحاول تهديد أو زعزعة أمن المواطنين في القرية. أفادت تقارير دبنقا أن أهالي التكينة قاموا بترحيب بهذا الاتفاق وأكدوا التزامهم بما تضمنه. صرّح قائد الشرطة العسكرية بقوات الدعم السريع، الذي قام بتوقيع الاتفاق، أن قواته ستقوم بفرض الأمن ومواجهة كل من يسعى لتقويض الأمان في منطقة التكينة. وأضاف لراديو دبنقا: “وقعت اضطرابات أمنية في الأيام الماضية، لكن تدخلنا وبعد هذا الاتفاق أصبحت المنطقة مستقرة”. وأشار إلى أن لديهم تعليمات من قائد قوات الدعم السريع بالتعامل بحزم مع من يُطلق عليهم اسم الشفشافة من خلال استخدام الرصاص.
حسم التفلتات
قال المتحدث الرسمي باسم التجمع المدني في التكينة، شبلي الهادي، لـ”راديو دبنقا”، إنهم تفاجأوا في الأيام الماضية بهجوم ضخم من عدد كبير من الأشخاص والعربات المسلحة على القرية، رغم وجود تواجد لقوات الدعم السريع هناك. وذكَّر مرة أخرى أنه كان هناك اتفاق مُعَقَد بينهم في مايو من نفس العام بحضور قيادات رفيعة من الدعم السريع برئاسة القائد السابق محمد عبد الرحمن البيشي. وأضاف “هاجمت القرية عناصر خارجة عن السيطرة، وسنسميهم كذلك ونتمنى أن يبقوا كذلك، ونسعى من قيادة الدعم السريع كجهة مسؤولة وقادرة على تنظيم أعضائها أن تتعاون معنا للقضاء على هؤلاء الخارجين عن السيطرة”. وقال إنه لم يكن أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم وعن أعراضهم وممتلكاتهم، واعتبر ذلك شيئًا مشروعًا.
تفاديًا للصراع
أشار الهادي إلى أنهم في قرية التكينة، منذ بدء الأوضاع المتوترة في الخرطوم في 15 أبريل 2023، حاولوا جاهدين منع انتشار الصراع المسلح إلى قريتهم. وشددوا على اهتمامهم بتحقيق السلام ونشر هذا الاتفاق بين القرى المجاورة، مع إمكانية التواصل معها لتوقيع اتفاقيات مشابهة تساهم في تجنب الاشتباكات المسلحة.
تعليقات
إرسال تعليق