غزل النساء في الأدب العربي

 غزل النساء في الأدب العربي
غزل النساء في الأدب العربي

 لا شك أن الشاعرات المعاصرات يتمتعن بقدر كبير من الشجاعة والإفصاح عن مشاعرهن وأفكارهن بطريقة صريحة وجريئة. يعبرن عن الحب والعشق بكل شفافية وصدق، ويتناولن مواضيع مثل العلاقات العاطفية والحب بشكل مباشر وصادق. تتميز شعراتنا المعاصرات بالتعبير عن العواطف والمشاعر بشكل مباشر وجريء، وتجسيد الحب والشوق بكل جرأة وصدق.

في الجاهلية والإسلام كان الشعر يعتبر من الذكور بشكل كبير، وكانت الشاعرات العربيات يعتبرن متشحات بالسواد والأحزان. ومنذ وقفت نائحة بني سليم في سوق عكاظ، كانت تعتبر سيدة الشعر النسائي العربي. وكانت الشواعر يحاكين الرجال في شعرهن، لكن أجنحتهن كانت مقيدة ولم تستطع التحليق في أجوائهم.


لكن كسرت ليلى الأخيلية هذا المنوال، وكانت من أهم شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام. عاشت في الجاهلية والإسلام وشهدت العصر الذهبي للشعر في العهد الأموي. توفيت في سنة 85 للهجرة في منطقة ساوة في العراق. كانت فارعة الطول، أخاذة الجمال، وقد أشاد بها العديد من الشعراء مثل الفرزدق وأبو نواس وأبو تمام وأبو العلاء المعري. كانت تربت مع ابن عمها توبة بن الحمير وكانت تحبه، لكن أبوها رفض تزويجها منه. وقد أنقذته بعد أن هدر دمه، ومدحته وأشادت في خصاله.


حين تم تمامه، أتته المنايا، وأقصر عن كل قرن يطاوله. وكان كليث الغاب يحمي عرينه، وترضى به أشباله وحلائله. حين يطلب حلمه، كان غصوب، حليم، وسم زعاف لا تصاب مقاتله.


أحد جلساء الحجاج بن يوسف الثقفي، أسماء بن خارجة الفزاري، ناجزها يوماً، وقصد إحراجها بأنها تصف هذا الرجل (توبة) بشيء لا تعرفه العرب عنه. ردت ليلى: "والله لو رأيته لوددت كل فتاة شابة في بيتك حاملة منه، فكأنما فقيء في وجهه حب الرمان لخجله."


وعندما كانت في سفر، مرت على قبر (توبة) وسلمت عليه راكبة، وكانت بجانب القبر بومة، فزعت وطارت في وجه الجمل فجفل ورماها من فوقه على رأسها فماتت ودفنت جنبه.


في العهد الأموي، امتاز الشعر بالغزل والغناء والموسيقى، ومن برع في شعر الغزل كانت أم الكرام بنت المعتصم بن صمادح. في حبيبها الذي كان أحد فتيان قصر أبيها، كانت تقول:

"ألا ليت شعري هل من سبيل لخلوة، ينزه عنها سمع كل مراقب. ويا عجباً أشتاق خلوة من غدا، ومثواه ما بين الحشا والترائب."



تعليقات